ولادته 
ولد في جدة عام ١٣٠٣ هـ.
وهو عميد آل جمجوم في عصره، وأحد أعلام مدينة جدة، بل أحد أعلام المملكة في منطقة الحجاز.

أسرة آل الجمجوم
هي من أكرم العائلات ومن أكبرها عدداً في مدينة جدة.
وحينما كانت الأسرة مجتمعة في مكان واحد في الخمسينات من القرن الهجري وفي عهد عميدها الشيخ محمد صالح كان تعدادها يزيد على المائة شخص.
كان رجال الأسرة و شبابها يجتمعون على مائدة واحدة لتناول طعام الغداء، وكذلك النساء يجتمعن مع بعضهن.

أعماله  
وكيلا لمدارس الفلاح
مديرا لأوقاف جدة وهو منصب شرفي أسنده إليه الملك عبد العزيز رحمه الله.
عميد بيت الجمجوم التجاري هو من أبرز البيوتات التجارية في جدة آنذاك، كان له فرع في الهند يتولاه أخوه محمد عبدالعزيز جمجوم.

{مدارس الفلاح}
الشيخ محمد صالح وأخيه الشيخ عبد الرؤوف المتوفي سنة ١٣٣٨ هـ، كانا من الرجال القلائل الذين عاونوا الحاج محمد علي زينل حين تأسيسه لمدرسة الفلاح بجدة.
وبعد مغادرة الحاج محمد علي زينل الحجاز إلى الهند
معتمدا عليهما كوكلاء مفوضين عنه للإشراف على الفلاح، وانفرد الشيخ محمد صالح بإدارة شؤون المدرسة بعد وفاة أخيه إلى أن توفاه الله.

 مآثره
كان الشيخ محمد صالح من زعماء البلاد المحبوبين
فلقد تطوع من تلقاء نفسه بتيسير العمل لكل راغب فيه، وذلك بتقديم كفالته الشخصية للذين تتطلب وظائفهم كفالة مالية لدى الدوائر الحكومية كأمناء الخزانة والمستودعات.
حتى تعدت هذه الكفالة الوظائف، فأصبحت مبذولة لكل من يطلبها دون تمييز، كثيرا ما قام بكفالة المسجونين والمسافرين يعرفهم أو لايعرفهم.
فقد كان يوقع الكفالات وهو يسير في الشارع دون أن ينظر إليها أو يعرف أصحابها وأسبابها.
لقد كان الشناقطة "الموريتانيين" ضيوفا دائمين على آل الجمجوم حينما يفدون لأداء الحج أو العمرة، ولا تقتصر الضيافة على المسكن بل الطعام والشراب وقضاء حوائجهم في الدوائر الحكومية.
كما ذكرنا فإن الشيخ محمد صالح عميد بيت تجاري كبير، ولهذا البيت التجاري معاملات مع الناس وحسابات وديون، فكان ييسر على الناس فلايثقل عليهم بالوفاء، وقد استغل بعض المماطلين ذلك، فبقيت بذمتهم المبالغ الطائلة، وما لبثوا ان جاهروا بهذا الامتناع عن السداد، مستأثرين بما وصل إليهم من هذا المال ليستخدموه في أعمالهم التجارية.
ولقد كان الشيخ محمد صالح يرفض فكرة مقاضاتهم أو شكواهم سواء المماطلين أو المستأجرين في عقارات آل الجمجوم الذين لايدفعون الإيجارات، مستغلين طيبة الرجل وحياءه وحسن ظنه بالناس جميعا.

سجنه
لقد كان رجلا كبير القلب يسع الناس بمحبته وعونه
ولقد جنت عليه هذه الطيبة فيما بعد إذ أخل بها بعض المكفولين في مبلغ ضخم في ذلك الوقت، وألزم بدفعه بحكم كفالته، ولم يكن قادرا على ذلك، فخيّر بين الدفع أو السجن، ولعدم مقدرته على الدفع، قبل راضيا بالسجن، الذي تم في غرفة خاصة بإدارة الشرطة.
تقاطر الناس صباح مساء لزيارة الشيخ حتى أصبح السجن مجمع شعبي كبير، معبرين عن تعاطفهم معه، وحنقهم على من تسبب في ذلك.
وماهي إلا أيام قلائل حتى أمر الملك عبدالعزيز باعفائه من الغرامة، وعاد إلى بيته وسط حفاوة محبيه.

 وفاته 
سافر إلى الهند مستشفيا من مرضه، بصحبة ابن أخيه رجل الأعمال محمد نور صلاح جمجوم
وتوفي بها في ١١ جمادى الأولى عام ١٣٦٣ هـ
وقد بلغ الستين من عمره، قضى معظمها عاملا في سبيل الخير والنفع بجهده و ماله وجاهه
رحمه الله رحمة واسعة

هكذا هم الرعيل الأول أهل خير وبذل وعطاء.

ملاحظة : (محمد صالح) اسم مركب.

المصادر:
كتاب أعلام الحجاز للمؤرخ محمد علي مغربي.